الأحد، 24 نوفمبر 2013

تهويدة ..



نامي أيتها الحرب نامي ..
نامي إن أردت في سريري ،
نامي في شِعرٍ كثيرٍ كتبته فيك وعنك..
نامي أيتها الحرب إلى أن يذهب أطفالنا إلى المدارس
إلى أن يعود آباؤنا المتعبون من المخابز
نامي إلى أن يلتقي عاشقان في باب توما ويعودان محملين بالوعود ..
نامي إلى أن يصل المسافرون إلى وجهاتهم محفوفين بعين الله و دعاء الأمهات ..
نامي كبستاني متعبٍ تحت شجرة
نامي كمتشردٍ تحت جسر..
نامي إن شئتِ في سريري..
نامي أيتها الحرب نامي
 إلى أن يولد كل الأطفال
إلى أن يكبر كل الأطفال..





كاتيا راسم
دمشق
24-11-2013

الخميس، 21 نوفمبر 2013

قهوتك على نار الكلمات لم تنضج بعد ..



إلى رياض الصالح الحسين إليه في موته المعلن في حياته الخفية ..



يبهرني موتك الذي ذهبت إليه خفيفاً ، كما لو أنك في مساء ماطر تناولت معطفك من خلف الباب
فتحت مظلتك ومضيت .. تاركاً مصابيحك مضاءة و قهوتك على نار الكلمات لم تنضج بعد ..
وكما لو أنك ستعود بعد قليل ، غادرت إلى الأبد.


كان عليك أن لا تموت هكذا ، على سرير أبيض في مشفى المواساة كما لو أنك نجوت من كل حروبك...!
كان عليك أن تتساقط مع دموع الفقراء ، أن تسيل مع دمائهم الثائرة في عروقك ، أن تنبعث مع صرخاتهم 
كان عليك أن تموت في حروب كثيرة  أصبتها و أخطأتك.


أخبرني عن الأبد ..
في حياة قادمة ، هل يصير الشعراء رياحاً ؟ هل يصيرون حصى في نهر لا يهدأ ؟
هل يصيرون قطارات تحمل الحنين إلى مدن بعيدة ؟
أم أنهم يغادرون هكذا كما غادرت أنت ، كما لو أنهم لم يغادروا ؟!


في قطار يغادر من دمشق إلى حلب ، كتبت لك رسالة ..
في قطار كان يغادر من دمشق إلى حلب تركت لك مقعداً شاغراً بجانبي
أيها المسافر الأبدي الذي لا يراه أحد.





كاتيا راسم
دمشق
21\ 11\2013

الأربعاء، 13 نوفمبر 2013

أن أسبق الرصاصة إليك ..





أضيع ..
في طريقي إليك ،
لأني
المركب
والشّراع
والبحّارة..
لأني
الثقب
في قعر سفينتي..
ولأني
الريح
التي 
تعاكسني ..


...

سأقول لطفلٍ ما مُغيّبٍ :
تلك الأجنحة الملائكية غيوم يا قلبي
و الغيوم قطنٌ ..
قطنٌ..
لأن صرخات كثيرة
جرحَت صمت  السماء..
لأن رصاصاً كثيراً
أحب نجمة
بعيدة .

...

وجعي ،
هذا العشب النامي
على طريق غيابك..

وجعي
هذا الباب الذي طرقته كثيراً
ولم يفتحه لي أحد...

وجعي
هذه الرصاصة
التي دائماً تسبقني إليك.
...


سأنساك..
وعَدتُ كل وردة قابلتها ..
سأنساك..
أخبرت كل نهرٍ عبرته..
وها أنا ..
كلما نسيتك..
ذكرتني بك وردة
أعادك إليّ نهر.

.....

بتلك الأشياء الجميلة
بتلك التي تأتي فجأة هكذا
كما لو أن مطراَ صيفياً
باغت ثياباً خفيفة لسائحة في دمشق
بتلك الأشياء العابرة
كزهرة كرز
لا تدوم طويلاً..
بتلك الأشياء التي تأتي جميلة وتذهب جميلة
كابتسامة غريبٍ لغريب في ممر قطار.
بتلك الأشياء أعيش
بتلك الأشياء أراك.





كاتيا راسم
دمشق
2011
مقتطفات قديمة من مشروع كتاب أهملته
حملتّه العنوان :
"أن أسبق الرصاصة إليك."


السبت، 2 نوفمبر 2013

يضحكون ، كما لو كانوا ذاهبين في نزهة ..





في الحرب،
في الليالي الباردة ، 
الجنود يحرقون كل شيء حولهم ،
وعندما ينفد منهم الحطب ،
يبدأون بحرق قلوبنا.

__


عندما أقول "جندياً"
يرتسم أمامي حذاء جلدي سميك
لا ينفذ الماء إلى قلبه.


__


عبرت قرب حافلة نقل الجنود ،
كانوا يلقون النكات ويضحكون..
يا الله !
يضحكون،
كما لو أنهم لن يذهبوا إلى الحرب
كما لو كانوا ذاهبين في نزهة .


__


"إلى الأمام سِر ، إلى الخلف دُر"
أرأيت؟!
 ليس للجندي أن يلتفت هنا أو هناك
حتى في طريقه إلى الحرب ،
لا تقع نظراته على وردة!

__


سيعود من الحرب بساق واحدة
بساق واحدة سيقف كطعنة في قلب الأرض
بساق واحدة سيصرخ :
" يا ليتني كنت شجرة "

__  


وهذا الأخضر الذي يرتديه الجندي
لم يستطع إخفاء
ما يشتعل في قلبه من يباس.

__

لهم حبيبات..
لهم بيوت دافئة ، بعيدة عن أرض المعركة..
وأطفال صالحون يقبلونهم قبل النوم..
حتى هم أنفسهم كانوا يوماً ما أطفالاً!
أوه ،
يصعب عليّ تصديق ذلك !





كاتيا راسم
دمشق
1 \11 \2013