الجمعة، 4 أبريل 2014

كطفلٍ يتبع جنازة أمه ..






هؤلاء الذين يعرفون كل شيء ،
لا بدّ أنهم ضلّوا طريقَهم مراراً
إلى أن امّحت أقدامُهم
وما عاد يَعنيهم الوصول ..
هؤلاء الذين يعرفون كل شيء
لا بُدّ أنّهم حدّقوا بالضوء طويلاً
إلى أن جفّت عيونُهم
و ذبُلَت في حدائقهم الخلفيةِ الظلالُ ..

___ 


كنت مُسجّاة في موتهم
بينما قلبي يتبع الشريطَ الإخباريَّ
أسفل الشاشة
كطفل يتبع جنازة أمه
طفلٌ يتعثر و ينهض
ليتابع مسيره من جديد
طفلٌ  لم يكتشف بعد
أن الجنازة
ليست في طريقها
إلى الجنة..

____ 

ما كان عليّ أن أكون ما أنا عليه..
كان عليّ أن أكون حجراً
و كان على كل هذه الكلماتِ
 أن تكون صمتاً قاسياً
في عُمقي ،
وكان على يدٍ ما
أن تُمسك بي
وتقذفُني بعيداً
من باب الضجر ..

___ 

كُنت أريد أن أنقذ حياتي
حقاً ..كنت لا أريد لها
أن تذهب هباء مع الريح
ولهذا
أثقلتُها
بالحجارة ،
بأسماء الغائبين
بالشّعر و السجائر
و صالات الانتظار ...
أثقلتُها
أنقذتها من الريح
لكنني يا صديقي
لم أحسب حساب
الطوفان.






كاتيا راسم
دمشق
3\4\2014

هناك تعليقان (2):