الجمعة، 11 أكتوبر 2013

لا أحد يدخل حرباً ويخرج منها سالماً.




ما الذي سنقوله لأطفالنا، الذين لم يأتوا بعد ،عن هذه الحرب؟
كيف نحدّثهم عن أطفالٍ قُتلوا قبل أن يتعلموا قَول "لا"
عن أمهات متن وهنّ يضعن الكمّادات على جبين العالم المحموم ؟؟
عن نشرات إخبارية تُساق كعربات نقل الموتى؟
عن تفجيرات لم تهز في رأس هذا العالم شعره؟
ما الذي سنقوله عن كل تلك الصرخات التي لا تنطفئ ؟ عن الدماء التي تلطخ أيدينا ؟
عن إخوة حفروا لنا حفراً كثيرة و لم يقعوا فيها ؟
كيف نقنعهم أننا فعلنا ما بوسعنا لنهش كل هذه الغربان عن سمائنا ؟
وأننا حملنا وردة في وجه الدبابة ؟  وابتسامة في وجه الموت ؟ و كلمة في وجه العبوة الناسفة؟
و كيف نخبرهم بعد كل هذا أننا انتصرنا ؟
كيف نقنعهم أن جراحنا ستشفى ؟و أننا سننسى يوماً؟
كيف نقنعهم
أننا دخلنا حرباً 
وخرجنا منها سالمين ؟
___


سيريد أطفالنا رؤية أثر القيود على معاصمنا
وأثر عتمة الزنازين في عمق عيوننا
 ! كيف سنخبرهم أن سجوننا كانت بلا جدران؟
 وأن قيودنا ما كانت تُرى؟

___

يوما ما سيسألنا أطفالنا عن هذه الحروب
عن سبب لكل هذه الدماء
ولأننا لن نملك إجابة جيدة
سنقف أمامهم كطلاب كسالى
ومن زاوية أخرى:
كمجرمين نادمين.



كاتيا راسم
دمشق
11\10\2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق