لا
شيء يشي بالحياة هُنا ، في هذا المكان بالذات ، غموض الخلق الأول، ضجيج المشهد
الأخير،
رُكام
يستند ببؤس على ركام آخرأشد بؤساً ، بيوت مُهدّمة وكأنها لم تكن أبداً ، لا أحد بالداخل ،
لا أبواب لتقرعها ،
لا
نوافذ لتسترق منها النظر، فلا ترهق صوتك بالنداء ولا خطاك بالبحث عن ما أفِل ..
كل
شي رمادي بلون اسمنت الفقراء، كل شيء كئيب كصورة بالأبيض والأسود لهيروشيما في
السادس من أغسطس من عام 1945 ، لكنك لست في هيروشيما حقاً ، ولست في العام
1945وهذا ما يجعل الأمر قاتلاً مرتين
!
وسط
هذا الركام هناك بيت صغير لا يزال قائماً تقريباً لولا فجوة كبيرة في الجدار
أحدثتها قذيفة ما ،
على
سطح هذا البيت حبل غسيل مع ملابس منشورة عليه ،إنها لأطفال صغار في سن المدرسة ،
ملابس
كانت ملونة قبل أن تسلبها الشمس زهو وميضها ، قبل أن يدفن غبار الاسمنت بهجتها ..
على
كنزة من القطع المنشورة تستطيع أن ترى "دورا" مبتسمةً وكأن شيئاً لم يكن تلوح
بيدها وهي ترتدي حقيبتها العجيبة ..
أين
هذه العائلة الآن ؟
في أي منفى تراها؟
وهل ستعود لتزيل
الغبار عن الثياب وعن قلوبنا وعن المشهد؟
كاتيا راسم
دمشق
29\9\2013
هذا الوجع اﻷنيق يفجر بي رغبة وحشية بالبكاء. أشعلينا دائما.
ردحذفالوجع لا ينام يا ديم ، ونحن لن نتوقف عن الكتابة
حذفلك المحبة
أزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذف